الأحد، 19 يناير 2014

التشاركية كدعوة، مصيرها ونجاحها



التشاركية كدعوة، مصيرها ونجاحها:
التشاركية دعوة كدعوى مرفوعة على الليبرالية المتوحشة أمام محكمة الإنسانية والتاريخ، ضد الاستغلال والظلم والاضطهاد، وضد الشمولية والقمع، وضد الفقر بكل أنواعه الفكري والمادي.
إن  مصير دعوة ما هو رهن بتعصب أنصارها،والمحامين عليها، ورهن باعتبارهم إياها أنبل الدعوات وأسماها مقصدا؛ لا تقبل التنازل عن مبادئها وأسسها مهما يكن. يمكنها التحالف الظرفي تكتيكيا وهي قائدة للتحالف، لكن لا يمكنها الإتحاد مع أي دعوة أخرى.
يخطئ من يضن أن قوة الدعوة تتضاعف لمجرد إتحادها بدعوة أخرى ولو مماثلة، وذلك ولو بعدم التنازل على بعض المبادئ ومن أجل نقاط مشتركة للإتحاد أو الوحدة. فقد ينجم عن إتحاد الدعوتين تزايد في النمو الخارجي ويحسبه المراقب السطحي نموا حقيقيا، مع أن الدعوة تتلقى بهذا الاندماج بذور ضعف داخلي لا تتأخر أعراضه أن تظهر. ذلك بأنه مهما يكن وجه الشبه بين دعوتين، فالشبه التام بينهما يظل مستحيلا، وإلا لما كان ثمة إثنين، بل دعوة واحدة. والطبيعة نفسها لا تجيز تزاوج دعوتين مختلفتين، فهي تستفزهما إلى بقاء الأنسب منهما.
إن إتحاد دعوتين متشابهتين يمكن أن يسفر عن نتائج ايجابية موقوتة وآنية، ولكن هذا النجاح المشترك يستحيل مع الأيام عاملا من عوامل الضعف والتفسخ. ولا يقيض لدعوة أن تتسع ما لم تنم قواها الداخلية وما لم تنم هي باستمرار محرزة انتصارا حاسما على مزاحماتها.
واضح أن نجاعة دعوة وفعاليتها لا ينموان ما لم تكن هي مشبعة بفكرة الكفاح، ويمكن تشبيه الدعوات المدينة بنموها وانتشارها لقيام اتحاد أو شبه اتحاد بينها وبين الدعوات القريبة منها، أي التي تستمد قوتها من التسويات، يمكن تشبيهها بتلك الكائنات المعدلة وراثيا والمستنسخة، ولكن تعوزها القوة لتحدي الأجيال ومقاومة الوسط الطبيعي.
يعلمنا التاريخ أن قوة الدعوات الكبرى قامت دائما على التعصب ضد كل ما هو خارج عنها، وأن أنصار فكرة ما، متى ما اقتنعوا بصحتها وتجندوا للدفاع عنها وتجسيدها، يمشون إلى منازلة الخصوم موقنين بالنصر ولا يزيدهم الاضطهاد إلا استبسالا في الكفاح. فالديانات مثلا لم تنتشر ويشتد ساعدها بإيجاد تسويات بين تعاليمها وتعاليم الديانات الأخرى، فقد شقت طريقها ونمت نموا مطردا بفضل تشبثها برسالاتها ودفاعها عنها دفاع المستميت.
إن التقدم الذي تحققه الدعوات باتحادها فيما بينها، لا يلبث أن يتخطاه تقدم دعوة تنظم نفسها وتناضل مستقلة. وعلى دعوتنا أن يعلم أعضائها أن النضال هو الوسيلة والغاية وليس عنصرا ثانويا يمكن الاستغناء عنه. ومتى تشبعوا بهذه القناعة تتبدل نظرتهم إلى الخصوم، ويشعرون بأن كراهية هؤلاء لهم هي المبرر الأساسي لوجود الدعوة. ولما كان الافتراء والكذب أمضى الأسلحة التي يحاربنا بها خصوم دعوتنا كان كل تشاركي يستهدف حملات الصحف والإعلام المعاديين، مواطنا صالحا، ومناضلا صادقا، والعكس بالعكس.
إننجاح دعوة هو المقياس الوحيد لملائمة فكرة ما لمصلحة المجموع. فالقول أن الدعوة قد نجحت لمجرد تسلم الذين قادوا الدعوة زمام الحكم، هو قول هراء. فالدليل الوحيد الذي يمكن أن تثبت به دعوة نجاحها هو كون الأمة والإنسانية في العهد الجديد أكثر ازدهارا  منها في العهد السابق، أي أن الدعوة طبقت فكرتها تطبيقا فعالا وصحيحا بغنى عن قادة الدعوة ومواقعهم بالنسبة إلى تطبيق الفكرة تطبيقا فعالا وصحيحا. ليس المهم وصول أفراد الدعوة إلى السلطة، بقدر ما هو مهم تحقيق وتحقق أفكارها ومشروعها من طرف السلطة، أو تبنيها من طرف الخصوم و تعممها في المجتمع والدولة بجميع الأطياف. نجاح الدعوة ليس هو وصولها بأفرادها إلى مناصب الحكم،  وإنما بتحقيق أفكار، مبادئ وأهداف وبرنامج الدعوة على أرض الواقع، وفرض مواضيع النقاش وأجندتها (رزنامتها الزمنية)، لا ردود فعل حول أجندات وأفكار ليست للدعوة، وبالفصل بين تحقيق برنامج الدعوة وشغل أفرادها للمسؤولية في مؤسسات السلطة باسمها.
الهدف الأول والأساسي والنجاح الحقيقي والمضمون للدعوة، هو في تكوين "مواطنين" تتحقق فيهم أسس ومبادئ وبرنامج المجتمع المراد إرسائه بأسسه. وهو ما يعني أولوية الإنسان على أي شيء، بمبدأ أن "الإنسان هو مبدأ كل شيء"، أي أن أي استثمار، لا ينجح دون الاستثمار في الإنسان. الدعوة مدرسة انتشار ثقافة وسلوك اجتماعيين قبل أي شيء آخر، وبالتالي فالعمل الدعوي هو عمل على مستوى الأفراد قبل المؤسسات، واستثمار في الإنسان أولا، باعتبار الإنسان المكون الأساسي حتى للمؤسسات. المبادئ والقناعات يجب تجسيدها وترجمتها في سلوكات وسلوكيات الأفراد، المناضلين والمواطنين، قبل البحث عن تجسيدها في الهياكل والمؤسسات، والتي غايتها تحقيق ذلك. وتجسيدها في مؤسسات معنوية أسبق على تجسيدها في مؤسسات مادية.
الدعوة هي مشروع مجتمع إنساني تطمح له، وهي نواته الذيتنشده، يجب أن تعبر عنه بذاتها، أي أن تجسد في بنيتها وسلوكياتها، مشروع المجتمع الذي تريد. دور الدعوة لا يتمثل في كونها تمثل نواة ونموذجا مصغرا للمجتمع المنتظر فقط، ولكنها أيضا أداة في خدمة المجتمع الموجود من أجل تحرير نفسه. فالدعوة إذا، لا تقوم مقام المجتمع، وإنما إليه يعود السبق من أجل إحداث التغيير المرتقب والمنشود.
يجب على الدعوة أن تحاول ما أمكن تطبيق برنامجها في الواقع إن أمكن وذلك قبل أو دون الوصول إلى الحكم. ذلك عن طريق التطبيق والتجسيد الذاتي (l’Autoréalisation) وفرضه كأمر واقع. الدعوة هي المطبق والمجسد الأول لمبادئها وبرنامجها على مستواها أولا. مصداقية العمل الدعوي ونجاحه، تتمثل في محاولة الدعوة تطبيق الأهداف المرجوة على مستواها، وعن طريق فرض الأمر الواقع بالتطبيق الذاتي لما أمكن.
الدعوة لا تعني التموقع داخل الهيئات، الأجهزة والهياكل فقط، كهدف لا وسيلة، وإنما الدعوة الحقيقيةتعني تحقيق المهمة المتمثلة في اعتبارها ليست إلا وسيلة  من اجل تحقيق مشروع والدفاع عن قناعات ومبادئ وتجسيدها في الواقع، بمؤسسات مادية أو معنوية اجتماعية، تؤسسها وتحميها السلوكيات والتقاليد والعلاقات قبل القوانين كمؤسسات معنوية. تخصيص الوقت أو المال من اجل الدعوة، ليس منة عليها، أو لصاحبها. وإنما واجبا يتم عن رغبة صافية في ذلك. نمنح للدعوة، من اجل الحصول على مقابل في المجتمع، وليس من الدعوة. فتخصيص الوقت أو المال والجهد من أجل الدعوة هو ضريبة للمجتمع للعيش فيه كما نوده ونبتغيه. الأقدمية في الدعوة لا تعني الأقدمية عبر الزمن، وإنما الأقدمية عبر كثافة الحضور في الدعوة ونشاطاتها عبر الزمن.
·        دعاية الدعوة وقوة انتشارها:
كم من دعوة في القديم والحديث باءت بالفشل في تحقيق غايتها التي قامت من أجلها، وذلك بسبب خطئها في سلوك الأسلوب المناسب، وركوبها الأساليب الناشزة عن سياقها الذي تقتضيه طبيعة الواقع والمضمون. ومن عناصر ذلك الأسلوب خطاب دعائي واسع ضد الحكم.
لكي تقترن دعاية الدعوة الجديدة بنتائج مشجعة يجب أن تمارس في اتجاه واحد. أي يجب أن توجه إلى أحد المعسكرين اللذين يؤلفان الكثرة الساحقة، ذلك بأن التفاوت الملموس في المستوى الفكري يجعل الدعاية البسيطة غير مجدية بالنسبة إلى المتعلمين لاشتمالها على حقائق بديهية،في حين لا تتمكن عقول غير المتعلمين عن إدراك ما تحاول الدعاية الرفيعة توضيحه لقبوله. وحتى طريقة التعبير لا يمكن أن تكون واحدة في التوجه إلى مستويين اجتماعيين لكل منهما وضعه الخاص، فإذا لم تعتمد الدعاية بساطة التعبير فإنها لا يمكنها إثارة عواطف العامة، وإذا حرصت على أن يفهمها العامة ظلت الأوساط الفكرية بعيدة ن متناولها.
ولا يغربن عن البال أن أجمل فكرة لا يمكن نشرها، في أغلب الأحيان، إلا بتبسيطها، وإن نجاح فكرة ما يتوقف على مصيرها بعد أن يعبر عنها ناقلوها أكثر مما يتوقف على مبلغها من السمو والأصالة.
وإننا نلاحظ أن قوة انتشار أي دعوة تقوم على الوحدة: وحدة الأسلوب في مخاطبة الجماهير التي تنتمي إلى مستوى معين. ومنالمدرك أن العامة في تعطشها إلى المعرفة، لا يسعها إلا أن تهضم التعاليم السطحية، فيوضع في متناولها ما كان منها متلائما واستعدادها الفكري، وإنه يحسن بالدعوة الجديدة ألا تسموا بدعايتها، شكلا ومضمونا، فوق مستوى العامة، وأن تجعل من النتائج الحاصلة قياسا للنجاح أو الإخفاق. ففي حقل شعبي يكون سيد الكلمة الخطيب الذي يغزو قلب العامة لا الخطيب الذي يصفق له ذوي الفكر الحاضرين.
·        آخر من تحتاج إليه الدعوة:
لا ريب أن "مفكرا" يحضر حفلاأوتجمعا شعبيا وينقد خطيب الحفل لأنه لم يشرح فكرته على الصعيد العلمي، هو آخر ما تحتاج إليه دعوتنا في صفوف المفكرين، لأنه يقدم الوسيلة على الغاية. إن دعوتنا لفي حاجة إلى مفكرين يفهمون رسالتها وأهدافها ويصدرون في نظرتهم دعاية الدعوة عن تقدير صحيح للظروف والملابسات، تقدير يستند على النتائج الحاصلة لا إلى مدى تأثرهم هم بهذه الدعاية غير الموجهة إليهم.
·        وجهة التشاركية كدعوة والقوى المضادة والمساندة لها:
الدعوة (التشاركية) ليست موجهة ضد أشخاص وأفراد أو جماعات ومنظمات بعينها، وإنما هي دعوة موجهة ضد أفكار ومبادئ تناقض أفكار ومبادئ الدعوة أو تمنعها من التجسد عن بغي.
إن نشاط دعوتنا يجب أن يوجه إلى محيط الطاقة العاملة الشابة بالدرجة الأولى، لتعمل على إنقاذهم من أحابيل المغامرين الدوليين وعلى تحسين مستواهم الاجتماعي والثقافي بحيث يصبحون عنصرا شديد المراس، مشبعا بالفكرة التشاركية وفلسفتها، لا تؤثر فيهم الدعايات المضللة. ولن ترفض الدعوة الجديدة التعاون في هذا الحقل مع العناصر الواسعة الأفاق. والدعوة تسعى إلى اجتذاب وإعادة من كان ضالا إلى الحضرة.
الدعوة ليست بسيطة أو سهلة، فهي تقابل جميعها بالسخرية والإنكار خاصة لما تستهدفه من حرية، عدالة وإنسانية.
ويمكن تلخيص القوى المضادة لأي دعوة علاوة على الأعداء المحددين الموجهة ضدهم الدعوة والقاصدة لمصالحهم غير الشرعية، تتمثل في:
1-    المستفيدين من الوضع القائم وهم الحكام والطغاة والأغنياء المترفون كما يبدو في الآية من القرآن الكريم: " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون. وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين، قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون". كما يقول أيضا: "وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون".
2-    الرجعيون الذين يتمسكون بالوضع القائم وبنظم الآباء والأجداد والقديم، ويخافون التغيير، لأن من طبع الإنسان التشبث بما ألف خاصة الكبار منه، بحيث أن التغيير يأتي دائما من الصغار لأنهم لم يتطبعوا بعد.
3-    الأنصار والأتباع المستضعفون للسادة والكبار في الوضع القائم، والذين يعملون في خدمة هؤلاء السادة إن قهرا أو عن مصلحة لهم متعلقة بمصلحة الكبار أو قناعة يلتمسون العزة عندهم.
4-    المغرر بهم والجاهلون الذين لا يرقون إلى فهم الدعوة من حيث جهلهم أو من حيث التغرير بهم عن قصد أو عن غيره لضعف مستواهم
5-    اللاهون اللاعبون والعابثون الذين يتخذون من الحوار والصراعات الفكرية هواية دون استعداد للإسهام بعمل جاد، والذين يبغون بذلك الظهور والاستعلاء أو التقرب من المستفيدين من الوضع.
أماالفئات التي تأيد وتساند الدعوة فهي:
1-    المستضعفين المستذلين والمستغلين ممن يسميهم أعداء الدعوة بالأراذل والرعاع والعامة. والذين يضرهم الوضع القائم ويأملون تغيره.
2-    النخبة من المواطنين الأحرار والواعيين أنصار الحرية، العدالة والإنسانية. فهم أقرب إلى الطلائع الثورية.
وتبرز ظاهرة الصراع هنا كظاهرة إنسانية تتولد عن تناقضات المصالح المادية والمعنوية معا، لكنها لا تفترض العنف والدموية في جميع الحالات.
وسوف يتمثل خصوم الدعوة التشاركية بصفة محددة في:
1-    أغلبية أرباب العمل والليبراليين، بصفة شرسة، خاصة منهم أصحاب الشركات المتعددة الجنسيات، وأصحاب البنوك من الرأسمالية المالية، ذلك كخصوم طبيعيين موجهة الدعوة ضد عقيدتهم ومصالحهم.
2-    اليساريين الدوغمائيين، بصفة أشرس من الرأسماليين والليبراليين، ذلك لانغلاقهم ودغمائيتهم في صحة عقيدتهم، ذلك باعتبار أنالتشاركية تشويه لعقيدتهم الدوغمائية،بتهمة أن التشاركية في خدمة الليبرالية باعتبارها حاجزا لعودة نجاح عقيدتهم.
3-    الاشتراكيين الديمقراطيين باعتبار الدعوة تفضحهم وتزاحمهم في ميدانهم وقواعدهم.
4-    الفوضويين باعتبار التشاركية لا تلغي الدولة وإنما تثبتها بالقانون
أما أنصار الدعوة فسيكونون:
1-    الوطنيين الشوفينيينكجزء من اليمين المتطرف، ذلك لأولوية الدولة على السوق في التشاركية وأولوية المجتمع الوطني والأمة على الأممية في التشاركية
2-    المناهضين للعولمة والمحتجين والمناهضين لليبرالية، خاصة منهم اليساريين غير الدغمائيين
3-    الطلبة الجامعيينكشريحة ثورية جديدة بدل طبقة العمال
4-    الفلاحين الصغار وأرباب العمل الصغار وأصحاب الأعمال والمهن الحرة والحرفيين
ويقسم المواطنين بالنسبة لأي دعوة إلى ثلاثة أنواع يجب التعامل معها على حدى وهي:
1-    الذين يميلون إلى الدعوة وهم الأتباع والأصدقاء وهم قلة يجب الحفاظ عليهم وإرضائهم مع تكوينهم، تعليمهم وتثقيفهم.
2-    الذين يخاصمون الدعوة ويعادونها وهم أتباع الخصوم وقادتهم ومسئوليهم وأصدقائهم من الدعوات الأخرى، وهم كثرة بجمع كل الخصوم باختلافهم، وهم قلة بكل خصم لوحده. ومعهم أيضا أشباه  الأنصار والأتباع وأشباه المناضلين في الدعوة التشاركية. يجب محاربتهم، وخاصة عدم الاهتمام بإقناعهم أو إرضائهم.
3-    المحايدون والمتفرجون وهم الكثرة التي ترجح كفة نجاح أي دعوة إن تمكنت من الاستيلاء على أهوائهم ومالوا إلى كفتها. وهم متقلبوا الانتماء والأهواء حسب الظروف والمصالح، وحسب الأمكنة والأزمنة لا يستقر لهم رأي.
ويتكونون من متعاطفي جميع الدعوات بما فيها الدعوة التشاركية، ومن الذين لا يهتمون بأي دعوة و من الجهلة الأميين بالدعوات والشأن العام، بالإضافة إلى العابثين اللاهين واللاعبين. ينصب عليهم الاهتمام بمحاولة إقناعهم وجعلهم من رصيد الدعوة التشاركية.

·        مختصر مراحل التشاركية كدعوة:
تمر أي دعوة على ثلاث مراحل هي:
1-     مرحلة اللامبالاة والاستهزاء:
في هذه المرحلة الأولى؛ بالجملة، يقوم الخصوم باللامبالاة أو الاستهزاء بالدعوة أو يقومون بهما معا. ويحاولون فيها فرض حصار على الدعوة والتغطية عليها، بعدم ذكرها، أو بذكرها بالاستهزاء بها و/أو مقترنة بما يشوهها ويعطي صورية كاريكاتورية مضحكة حولها، أو بأصحابها الأولين. ذلكبتضخيم الأخطاء السلبية القليلة فيها على حساب الإيجابيات الكثيرة، أو قبل ذلك، لكي لا تتم الدعاية لها بصفة غير مباشرة وللتعتيم عليها، يتم ذكرها محيلة إلى التحدث فقط عن مساوئ، عيوب وأخطاء أصحابها المضخمة.
2-    مرحلة المعاداة، التهجم ثم محاولة الخداع:
في هذه المرحلة تكون المرحلة الأولى في أوجها، يضاف إليها في نفس الوقت المعاداة الصريحة والتهجم المباشر من طرف الخصوم على كل ما يتعلق بالدعوة، ويتم اللصق بها ما ليس فيها، كما تتم محاولة اختراقها بخلق مشابهين لها ومزايدين عليها، الإضافة إلى بعث من يدعي الانتماء إليها والعمل على خلافها، أو ينتمي إليها ثم يخرج منها ويشوهها، أو ينتمي إليها ويحاول هدمها من الداخل.
وتبدأ هذه المرحلة عندما يقتنع الخصوم بأن الدعوة بدأت تكبر وتكسب الأنصار، خاصة عندما تبدأ بأخذ طريق ضمن أنصار الخصوم وقواعدهم.
وفي هذه المرحلة يتم التهجم مباشرة على أصحاب الدعوة في كل ما يخصهم ماديا أو معنويا، ويتم حتى تلفيق تهم لهم ومحاولة إثنائهم عن الدعوة باضطهادهم.وهي مرحلة مقاومة تزيد من وهج الدعوة كلما زاد الاضطهاد وزادت معه التضحيات من أصحاب الدعوة وأنصارها القلائل والضعفاء.
3-    مرحلة المساوامات ثم الاعتبار والنصر:
في هذه المرحلة تخمد تهجمات المرحلة السابقة وتبدأ مرحلة المساومات ومحاولة شراء أصحاب الدعوة وأنصارها، بتقديم تنازلاتواقتراحات ملغمة تظهر في صالح الدعوة لكن في حقيقتها هي طريقة لتحريف الدعوة ، ورشوتها معنويا بتحالفات وهمية أو غير طبيعية، أو برشوة أصحابها للاهتمام بأشخاصهم وذواتهم والتخلي عن الدعوة. وفي الأخير إن تجاوزت الدعوة كل ما سبق تصبح معتبرة وتدخل مرحلة النصر.





تحيا التشاركية
تحيا الحرية، العدالة، والإنسانية
يحيا كل نشاط وإنتاج تشاركي
وتحيا كل منظمة ومؤسسة تشاركية
يحيا التحقيق والاكتفاء الذاتيين
يحيا كل نضال تشاركي

الجزائر بتاريخ نوفمبر 2013.

شعارات التشاركية ومرتكزاتها



شعارات التشاركية ومرتكزاتها:
ترفع التشاركية شعارات "الحرية"، "العدالة" و"الإنسانية". وترفع شعار "الإصلاحوالثورة" باللينعن طريق تغيير الذوات أولا، بالتوعية و الإقناع والتربية والتعليم والتكوين، لا التغيير العنيف، ويهدف به إلى النقد البناء وإظهار مفاسد الأنظمة الأخرى، والقائمة منها خاصة.
وللمنهج الذي تتوخاه التشاركية في إصلاحها وإحداث ثورتها أهمية كبيرة. فالمنهج يتوقف عليه إلى حد كبير نجاح المسعى الإصلاحي والثوري أو فشله. لذا ترفع التشاركية أيضا شعار التجسيدوالاكتفاءالذاتيين وفرض نفسها كأمر واقع من خلال العمل وسلوك مناضليها، وتعتمد أولا المنهج التربوي القائم على التعليم والتغيير بالتوعية والإقناع، مع العمل والتجسيد الاقتصاديين الذاتيين، ثم تعتمد المنهج السياسي القائم على السعي إلى امتلاك سلطان الحكم بالوسائل الديمقراطية السلمية.
حركات الإصلاح تحكمها قوانين عامة في إفضائها إلى الفشل أو النجاح. عوامل النجاح والفشل وأسباب الإثمار والإعاقة تبقى مستصحبة على مر الزمن، بالرغم من تغاير الظروف والأحوال. في بداية الطريق يجب تحديد الرؤية للواقع القائم تحديدا واضحا، إذ يعاد بعناصر ذلك الواقع إلى نقطة مركزية هي نقطة السلطان السياسي. المحتوى الإصلاحي يتشكل في الذهن قبل وقوعه في التقويم للواقع. يتصف بالعمق وشمول النظر، فهو مضمون يعالج تكامل المعتقد والمنهج والمجتمع. وهو عطاء من الآراء المعللة المنظمة المرتبة، بحيث يصلح مرجعا للمقبل من الأجيال. هذا المضمون يزيد عن توجهه إلى النخبة بتغطية البعد الاجتماعي ليمتد إلى الجمهور العريض من الناس، بتأكيده على العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بالحق، وإشراك الجميع في المشورة على أقدار مواقعهم. ذلك مع تبسيط المعتقد والعلوم والمعارف لتناسب الجمهور من الناس. والمسلك الحواري الجدلي يشير إلى حس تربوي عميق، فهو يهدف إلى تربية العقول وصقلها بالحوار وليس إلى حشوها بالعلوم المجردة. معاملة آراء الآخرين بالصدود والقمع لا يفضي إلا للغلو والتطرف، وكأن ذلك قانون اجتماعي ثابت. ويجب تركيز المضمون المنهجي على محور التأصيل ليسهل بذلك التحرك في شعار بين، بليغ الأثر في المخاطبين.
الأسلوب شديد الصلة بالواقع الذي يراد تغييره، وهو لا يتشكل إلا على حسب معطياته وبأثر منه قليلا أو كثيرا. ومن هذه الأساليب اعتماد التخطيط والتنظيم والضبط في شكل جماعي يتحرك متكاملا لإحداث الإصلاح. ومنها التربية الشاملة علميا وعقائديا ونفسيا واجتماعيا تربية نظرية وعملية، الاعتناء في ذلك بالنخبة وبالجمهور على حد سواء ليتقدم الكل في طريق الإصلاح دون إخلال، والاعتناء بالحس التنظيمي في أدنى درجاته التي تضمن حملة للإصلاح ينشرونه وينقلونه إلى الأجيال اللاحقة في صورة أوضح وتأثير أعمق، فتجربة الإصلاح ما لم يكتب لها من يحملها من بعد بالبيان والإظهار والإنماء، بقيت خطوطا عامة للإصلاح أكثر منها تجربة متميزة مفصلة.
أثر الأسلوب التربوي في الإصلاح الحقيقي يتصف بالشمول والديمومة سواءا على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة. الطابع السياسي في الإصلاح والدعوة لا يجب أن يطغى على الطابع التربوي والعلمي والاجتماعي. يكون الأسلوب التربوي في الإصلاح مقصودا به ذلك الجهد المبذول بالتوعية والتعليم والنصح والإرشاد مراعاة لأحوال المتوجه إليهم بالخطاب وأوضاعهم بقطع النظر عن أعمارهم وفئاتهم، وبقطع النظر عن نوع الخطاب فيما إذا كان تدريسا منتظما أو خطابة أو إرشادا عاما.
الأسلوب التربوي أكثر شعبية وأيسر مأخذا وأوسع استيعابا للناس على أسلوب القاضي (السياسي) الأكثر عمقا والأدوم أثرا إلا أنه أقرب إلى النخبوية الضيقة وأقل تأثيرا في القطاع الأوسع من الناس. يستفاد من التجربة التربوية عمقها وتأصيلها واستقامة سمتها. ويتحاشى نخبويتها وعفويتها، ويستفاد من التجربة السياسية تنظيمها وانبساطها وتحشيدها ويتحاشى منها منزلقاتها وعنفها وسطحيتها.
وفي التربية الاجتماعية يرعى فيها قواعد التعامل بين الناصرين للدعوة في التآخي والتعاون وإغاثة المظلوم، واحترام الممتلكات، ويدعم الأواصر والروابط بين أفراد المجتمع بعقد المآخاة والمصاهرة بين أفراده ومكوناته.
نعم التجربة (التشاركية) تشكل مثالا للصراع الطبقي اللاثوري أي غير العنيف، ورغم أنه غير ثوري-عنيف، يعتبر صراعا طبقيا، ولكن يطرح للتساؤل نمط الإنتاج الرأسمالي، ولا يعمل على استبعاد الدولة، وإنما يعملان في خدمة المجتمع. وفي هذا الإطار فالطبقة العاملة والمنتجة معا تطرح كركيزة مهمة للنظام السياسي. ومعادلة النقابة بالإصلاحية ليست حقيقية، فالإصلاحية لا تستبعد، من حيث المبدأ، نقد المجتمع الرأسمالي، وإنها إستراتيجية تدريجية وذات تأثير تراكمي يؤدي إلى إحداث تحول عميق في النظام الرأسمالي. كلمة الثورة استخدمت في الأصل للدلالة على حركة دائرية تعود إلى نقطة الانطلاق، وأن هذا المعنى لا يزال صحيحا، بيد أنه اتسع ليدل على تحول وانقلاب.
في التقليد الماركسي، ربطت الثورة بنظرية للتطور أحادية الجانب، وهي تعبر عن قفزة من نمط إنتاج إلى نمط آخر. وكأي مفهوم، لا يمكن تعريف هذه الكلمة إلا إذا قارناها ببديل آخر، وهذا البديل هو "إصلاح". ويظهر التعارض بين إصلاح وثورة تعارضا بين تغير تراكمي بطيء وتغير سريع، وبين تغيرات صغيرة وتغير واسع، وبين تغير قريب من النسق أو النظام يؤدي إلى حصول تحسينات وتغير ضد النظام يؤدي إلى تغيرات بنيوية.
لكنالمفاهيم، كأداة للفهم، في شكل عام غير حيادية، وتصاغ وفق مواقع ونظرة اجتماعية مهيمنة. تتوافق النظرة الطبيعية أو النظرة الحتمية ذات السببية الأحادية مع المعايير المسيطرة في ذلك العصر، مما يوقع في فخ التعريفات التي تضع الحقيقة المتناقضة في إطار جامد، رغم العودة إلى الجدلية. وينطبق هذا الأمر على فكرة الثورة التي قدمت كحركة طبيعية أو كنتيجة لتناقضات "موضوعية" للرأسمالية. ورغم أن هذا المعنى للثورة يعبر عن نظرة ميكانيكية (الثورة نتيجة الأزمات وتدهور الاقتصاد)، إلا أنه يقطع مع الإراداوية التي كانت تميز الكثير من ثوريي القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
·        بعض الشعارات:القناعات والمبادئ :

-         اختيار الحكم من طرف اليسار أو اليمين ليس هو الديمقراطية. الديمقراطية هي القدرة على فرض بأن لا يخدعك أو يخونك لا هذا ولا ذاك.
-         التركيبة البشرية الحالية للطبقة السياسية من نفس التركيبة البشرية للرأسماليين المستغلين.
-         نعم، بين الإنجيلية الحالمة لليسار والتهكم الكابوسي لليمين، طريق أخرى سياسية موجودة.
-         نعم، خارج ورطات اليمين واليسار، يمكن الارتفاع إلى فضاء أوسع، فضاء حرية، طريق نحو مجتمع وفرة، نحو المعنى، نحو الإنسان: هذا السبيل هو سبيلنا، إنه الطريق الثالث الحق والحقيقي.
-         مستقبل آخر للعالم ليس فقط ممكن، إنه ضروري ومحتوم !
-         نعم، يوجد دائما عالم آخر أفضل!
-         عالم آخر أمامنا، عالم إنساني، عالم يصالح الإنسان مع الطبيعة ومع طبيعته.
-         ليس الإنسان هو الذي في خدمة الاقتصاد، لكن الاقتصاد الذي يجب أن يكون في خدمة الإنسان.
-         العدالة الاجتماعية تخدم الاقتصاد و الهدف الأولي  للاقتصاد، هو العدالة الاجتماعية.
-         الاقتصاد قضية تعديل سوء توزيع للموارد، ليس قضية ندرة الموارد كما يؤكده الاقتصاد الليبرالي. فهناك وفرة الموارد للجميع وبزيادة، وإنما الندرة ناتج سوء توزيع للموارد وسوء استغلالها.
-         الاقتصاد لا يعني فقط الاهتمام بالمادة الاقتصادية من حيث كونها تشبع حاجة، بل هو أيضا الاهتمام بما يجب أن يكون عليه المجتمع.
-         الإنسان ليس منتوج السوق، إنه محرك الاقتصاد بعبقريته، بعمله، بإنتاجه، باستهلاكه.
-         الإنسان مركز العالم والعمل هو ثروته الأساسية.
-         النقود هي مرآة ثروة الإنسان، لا تعير وتوزن إلا بقيمته الحقيقية: العمل المنتج للبلاد.
-         من أجل الاقتصاد الإنتاجي الواقعي، لا للاقتصاد المالي الخيالي المتبخر.
-         من أجل سيطرة العمل على المال، لا العكس.
-         يجب الانفكاك من المسلمات الوهمية التي تجعل العمل مقيدا بشروط غير طبيعية مثل الشروط المالية.
-         القانون ينظم الاقتصاد، وليس القوانين هي التي تخضع للاقتصاد.
-         السوق يجب أن يخضع لقوانين كما كل شيء وكل أحد على هذه الأرض.
-         من أجل قوانين تنظم الاقتصاد في خدمة الإنساني.
-         الربح والفائدة ليس هو هدف الإنسانية.
-         التقدم هو هدف الإنسانية و الوسيلة إلى السعادة. هدفه الوحيد تحسين حياة الإنسان وتطوير قدراته.
-         الدولة هي الحل للسوق، وليس المشكل.
-         الدولة ليس لها إلا معنى واحد: السعادة لكل الشعب والعظمة للأمة.
-         شرعية السلطة هي من رفاهية كل الإنسان. وشرعية الدولة من رفاهية كل الشعب.
-         إن دور الدولة هو أنها فوق المصالح، فوق مصالح اللوبيات، أو الشركات، أو البورصة أو غيرها من المصالح. إن دور الدولة هو ضمان أربعة عناصر أساسية هي:
1) ضمان كرامة المواطن، بضمان الحقوق المجانية في التعليم والصحة وظروفها الضرورية للجميع.
2) حماية الإقليم وضمان الأمن للجميع، والحفاظ على سيادة الدولة،
3) الاستثمار في البنيات التحتية أو القاعدية مثل الطرقات ووسائل المواصلاتوالاتصالات العامة، وغيرها، لضمان شروط وظروف استمرارية الإنتاج الوطني ولتحقيق رفاهية كل المواطنين.
4) تساوي الجميع أمامها وتعاليها فوق الجميع بنفس القدر. وضمان ظروف وشروط الإنتاج والاستثمار للجميع بعدالة.
-         ضعف وتغييب الدولة، بمعنى سيطرة السوق، أو هيمنةالسلطة التنفيذية، أو سيطرة الأفراد والأشخاص على المؤسسات، عامل معطل أمام تجسيد أي برنامج في اليمين، أو في اليسار، أو حتى في الوسط، مهما كانت مرجعية الانطلاق.
-         صراع الطبقات موجود: ذلك الذي ضد الطبقة العليا العالمية. ماركس لسوء الحظ لم يغلط بالتحدث عن صراع الطبقات، توجد طبقة عليا أقلية مستغلة صغيرة جدا، معارضة لطبقة أغلبية مغلوبة ومسحوقة.
-         إن التناقض داخل الطبقة الرأسمالية نفسها، وهو التناقض بين الرأسمالي الصناعي والرأسمالي المالي المتحكم فيه من خلال سيطرته على البنوك.
-         الطبقة البرجوازية ستندحر كما اندحرت طبقة النبلاء في القرن الماضي.
-         السيطرة القادمة لا تكون لطبقة البروليتاريا كما قال ماركس بل لطبقة بروليتارية من نوع أخر جديدة هجينة تتكون من المثقفين وتتمثل في الذين يستعملون الفكر في عملهم ويسيطرون على أدوات المعلومات والمعرفة.
-         سوف نفوز وننجح بإنتاجنا، بعملنا وبوجودنا حتى. نحن واقع هذا العالم، ومبدأ الواقع يفرض نفسه دائما.
-         نعم الدفاع عن العمال الأجراء أو المستثمرين، تجاريين أو غير تجاريين، لكل المنتجين الحقيقيين هو نضالنا وكفاحنا الكبير. هذا النضال والكفاح يكون يوميا نقطة بنقطة، على جميع الجبهات الدفاع على المكاسب الاجتماعية و ذلك بالدخول في النقابات بكثافة لأخذ زمام القيادة والتحكم فيها.
-         حرية الاستثمار والملكية كحق أساسي دائما مهددة بالتركز والتمركز النامي للأسواق والأموال.

·        الشعارات: الأسس والأهداف التشاركية  ومطالبها الأساسية والمحورية:

1-    من أجل الحرية، العدالة، والإنسانية.
2-    من أجل مداخيل الطبقة العاملة تساوي نصف فائض القيمة لإنتاج المؤسسات علاوة على مجموع الأجور الخامة السنوية للعمال كحق شرعي أولي وحيوي لا يستغنى عنه من حقوق الإنسان، لا العمال فقط. ذلك في إطار عام لقانون عمل تشاركي كعقد سياسي اجتماعي واقتصادي. أي:
-         أرباح العمال = (الأرباح الصافية لمؤسسة العمل ÷ 02) = أجور العمال الخامة + الباقي (سنويا).
-         الأجر الخام للعامل = (الأجر الوطني القاعدي المضمون الموحد= القدرة الشرائية اللازمة لحفظ الحقوق الأساسية من تعليم سكن صحة وغذاء) + العلاوات والمنح + الاقتطاعات (الضرائب، الضمان والتأمينات الاجتماعية ...الخ).
3-    من أجل اعتبار الضرائب أثمان للخدمة العمومية كإنتاج مقدم للمواطن من المؤسسات الإدارية للدولة كمؤسسات إنتاجية إقتصادية خدماتية عمومية وتشاركية.
4-    من أجل نصف فائض القيمة لمنتجات وخدمات المؤسسات والهيئات العمومية محصلة ومقسمة على مجموع المواطنين تصرف على ضمان حقوقهم الأساسية المضمونة دستوريا، في مجانية  التعليم والتكوين، السكن، مجانية الصحة، وفي الدخل الأدنى والضمان الاجتماعي المضمونين، باستثمار هذا الفائض من طرف الدولة في هذه المجالات وفي منحة وطنية للبطالة والعمل التطوعي في خدمة المجتمع.
5-    من أجل قانون عمل تشاركي ينظم السوق ويقننه من خلال فرض عقد العمل التشاركي.
6-    من أجل تمثيل عمودي وأفقي للمجتمع وانتخاب ممثلين عن الطبقات والفئات الاجتماعية معا (العمال، النساء، الشباب، الطلبة، المعاقين، المسنين، البطالين، المتقاعدين، المرضى المصابين بأمراض مزمنة، الباحثين العلميين، الرياضيين، أصحاب العمل المستثمرين، ...الخ) في الهيئة التشريعية للدولة كتمثيل نوعيفئوي وقطاعي وكلي لكل المجتمع ولعدم احتكار القرار لأجل فئة صغيرة محظوظة من المجتمع.
7-    من أجل عدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وتوزيع عادل متعادل للثروة، ولتحقيق المعنى الحقيقي والفعلي للديمقراطية: "حكم الشعب، بكل الشعب، لكل الشعب"، بتحرير الديمقراطية من احتكار المال وبالتالي من احتكار فئة صغيرة من المجتمع وجزء منه فقط، ولصالحه.
8-    من أجل بناء مستقبل إنساني، مستقبل التقدم والازدهار للجميع بالحفاظ على الطبعتين البشرية والأرضية.