الأحد، 19 يناير 2014

التشاركية كدعوة، مصيرها ونجاحها



التشاركية كدعوة، مصيرها ونجاحها:
التشاركية دعوة كدعوى مرفوعة على الليبرالية المتوحشة أمام محكمة الإنسانية والتاريخ، ضد الاستغلال والظلم والاضطهاد، وضد الشمولية والقمع، وضد الفقر بكل أنواعه الفكري والمادي.
إن  مصير دعوة ما هو رهن بتعصب أنصارها،والمحامين عليها، ورهن باعتبارهم إياها أنبل الدعوات وأسماها مقصدا؛ لا تقبل التنازل عن مبادئها وأسسها مهما يكن. يمكنها التحالف الظرفي تكتيكيا وهي قائدة للتحالف، لكن لا يمكنها الإتحاد مع أي دعوة أخرى.
يخطئ من يضن أن قوة الدعوة تتضاعف لمجرد إتحادها بدعوة أخرى ولو مماثلة، وذلك ولو بعدم التنازل على بعض المبادئ ومن أجل نقاط مشتركة للإتحاد أو الوحدة. فقد ينجم عن إتحاد الدعوتين تزايد في النمو الخارجي ويحسبه المراقب السطحي نموا حقيقيا، مع أن الدعوة تتلقى بهذا الاندماج بذور ضعف داخلي لا تتأخر أعراضه أن تظهر. ذلك بأنه مهما يكن وجه الشبه بين دعوتين، فالشبه التام بينهما يظل مستحيلا، وإلا لما كان ثمة إثنين، بل دعوة واحدة. والطبيعة نفسها لا تجيز تزاوج دعوتين مختلفتين، فهي تستفزهما إلى بقاء الأنسب منهما.
إن إتحاد دعوتين متشابهتين يمكن أن يسفر عن نتائج ايجابية موقوتة وآنية، ولكن هذا النجاح المشترك يستحيل مع الأيام عاملا من عوامل الضعف والتفسخ. ولا يقيض لدعوة أن تتسع ما لم تنم قواها الداخلية وما لم تنم هي باستمرار محرزة انتصارا حاسما على مزاحماتها.
واضح أن نجاعة دعوة وفعاليتها لا ينموان ما لم تكن هي مشبعة بفكرة الكفاح، ويمكن تشبيه الدعوات المدينة بنموها وانتشارها لقيام اتحاد أو شبه اتحاد بينها وبين الدعوات القريبة منها، أي التي تستمد قوتها من التسويات، يمكن تشبيهها بتلك الكائنات المعدلة وراثيا والمستنسخة، ولكن تعوزها القوة لتحدي الأجيال ومقاومة الوسط الطبيعي.
يعلمنا التاريخ أن قوة الدعوات الكبرى قامت دائما على التعصب ضد كل ما هو خارج عنها، وأن أنصار فكرة ما، متى ما اقتنعوا بصحتها وتجندوا للدفاع عنها وتجسيدها، يمشون إلى منازلة الخصوم موقنين بالنصر ولا يزيدهم الاضطهاد إلا استبسالا في الكفاح. فالديانات مثلا لم تنتشر ويشتد ساعدها بإيجاد تسويات بين تعاليمها وتعاليم الديانات الأخرى، فقد شقت طريقها ونمت نموا مطردا بفضل تشبثها برسالاتها ودفاعها عنها دفاع المستميت.
إن التقدم الذي تحققه الدعوات باتحادها فيما بينها، لا يلبث أن يتخطاه تقدم دعوة تنظم نفسها وتناضل مستقلة. وعلى دعوتنا أن يعلم أعضائها أن النضال هو الوسيلة والغاية وليس عنصرا ثانويا يمكن الاستغناء عنه. ومتى تشبعوا بهذه القناعة تتبدل نظرتهم إلى الخصوم، ويشعرون بأن كراهية هؤلاء لهم هي المبرر الأساسي لوجود الدعوة. ولما كان الافتراء والكذب أمضى الأسلحة التي يحاربنا بها خصوم دعوتنا كان كل تشاركي يستهدف حملات الصحف والإعلام المعاديين، مواطنا صالحا، ومناضلا صادقا، والعكس بالعكس.
إننجاح دعوة هو المقياس الوحيد لملائمة فكرة ما لمصلحة المجموع. فالقول أن الدعوة قد نجحت لمجرد تسلم الذين قادوا الدعوة زمام الحكم، هو قول هراء. فالدليل الوحيد الذي يمكن أن تثبت به دعوة نجاحها هو كون الأمة والإنسانية في العهد الجديد أكثر ازدهارا  منها في العهد السابق، أي أن الدعوة طبقت فكرتها تطبيقا فعالا وصحيحا بغنى عن قادة الدعوة ومواقعهم بالنسبة إلى تطبيق الفكرة تطبيقا فعالا وصحيحا. ليس المهم وصول أفراد الدعوة إلى السلطة، بقدر ما هو مهم تحقيق وتحقق أفكارها ومشروعها من طرف السلطة، أو تبنيها من طرف الخصوم و تعممها في المجتمع والدولة بجميع الأطياف. نجاح الدعوة ليس هو وصولها بأفرادها إلى مناصب الحكم،  وإنما بتحقيق أفكار، مبادئ وأهداف وبرنامج الدعوة على أرض الواقع، وفرض مواضيع النقاش وأجندتها (رزنامتها الزمنية)، لا ردود فعل حول أجندات وأفكار ليست للدعوة، وبالفصل بين تحقيق برنامج الدعوة وشغل أفرادها للمسؤولية في مؤسسات السلطة باسمها.
الهدف الأول والأساسي والنجاح الحقيقي والمضمون للدعوة، هو في تكوين "مواطنين" تتحقق فيهم أسس ومبادئ وبرنامج المجتمع المراد إرسائه بأسسه. وهو ما يعني أولوية الإنسان على أي شيء، بمبدأ أن "الإنسان هو مبدأ كل شيء"، أي أن أي استثمار، لا ينجح دون الاستثمار في الإنسان. الدعوة مدرسة انتشار ثقافة وسلوك اجتماعيين قبل أي شيء آخر، وبالتالي فالعمل الدعوي هو عمل على مستوى الأفراد قبل المؤسسات، واستثمار في الإنسان أولا، باعتبار الإنسان المكون الأساسي حتى للمؤسسات. المبادئ والقناعات يجب تجسيدها وترجمتها في سلوكات وسلوكيات الأفراد، المناضلين والمواطنين، قبل البحث عن تجسيدها في الهياكل والمؤسسات، والتي غايتها تحقيق ذلك. وتجسيدها في مؤسسات معنوية أسبق على تجسيدها في مؤسسات مادية.
الدعوة هي مشروع مجتمع إنساني تطمح له، وهي نواته الذيتنشده، يجب أن تعبر عنه بذاتها، أي أن تجسد في بنيتها وسلوكياتها، مشروع المجتمع الذي تريد. دور الدعوة لا يتمثل في كونها تمثل نواة ونموذجا مصغرا للمجتمع المنتظر فقط، ولكنها أيضا أداة في خدمة المجتمع الموجود من أجل تحرير نفسه. فالدعوة إذا، لا تقوم مقام المجتمع، وإنما إليه يعود السبق من أجل إحداث التغيير المرتقب والمنشود.
يجب على الدعوة أن تحاول ما أمكن تطبيق برنامجها في الواقع إن أمكن وذلك قبل أو دون الوصول إلى الحكم. ذلك عن طريق التطبيق والتجسيد الذاتي (l’Autoréalisation) وفرضه كأمر واقع. الدعوة هي المطبق والمجسد الأول لمبادئها وبرنامجها على مستواها أولا. مصداقية العمل الدعوي ونجاحه، تتمثل في محاولة الدعوة تطبيق الأهداف المرجوة على مستواها، وعن طريق فرض الأمر الواقع بالتطبيق الذاتي لما أمكن.
الدعوة لا تعني التموقع داخل الهيئات، الأجهزة والهياكل فقط، كهدف لا وسيلة، وإنما الدعوة الحقيقيةتعني تحقيق المهمة المتمثلة في اعتبارها ليست إلا وسيلة  من اجل تحقيق مشروع والدفاع عن قناعات ومبادئ وتجسيدها في الواقع، بمؤسسات مادية أو معنوية اجتماعية، تؤسسها وتحميها السلوكيات والتقاليد والعلاقات قبل القوانين كمؤسسات معنوية. تخصيص الوقت أو المال من اجل الدعوة، ليس منة عليها، أو لصاحبها. وإنما واجبا يتم عن رغبة صافية في ذلك. نمنح للدعوة، من اجل الحصول على مقابل في المجتمع، وليس من الدعوة. فتخصيص الوقت أو المال والجهد من أجل الدعوة هو ضريبة للمجتمع للعيش فيه كما نوده ونبتغيه. الأقدمية في الدعوة لا تعني الأقدمية عبر الزمن، وإنما الأقدمية عبر كثافة الحضور في الدعوة ونشاطاتها عبر الزمن.
·        دعاية الدعوة وقوة انتشارها:
كم من دعوة في القديم والحديث باءت بالفشل في تحقيق غايتها التي قامت من أجلها، وذلك بسبب خطئها في سلوك الأسلوب المناسب، وركوبها الأساليب الناشزة عن سياقها الذي تقتضيه طبيعة الواقع والمضمون. ومن عناصر ذلك الأسلوب خطاب دعائي واسع ضد الحكم.
لكي تقترن دعاية الدعوة الجديدة بنتائج مشجعة يجب أن تمارس في اتجاه واحد. أي يجب أن توجه إلى أحد المعسكرين اللذين يؤلفان الكثرة الساحقة، ذلك بأن التفاوت الملموس في المستوى الفكري يجعل الدعاية البسيطة غير مجدية بالنسبة إلى المتعلمين لاشتمالها على حقائق بديهية،في حين لا تتمكن عقول غير المتعلمين عن إدراك ما تحاول الدعاية الرفيعة توضيحه لقبوله. وحتى طريقة التعبير لا يمكن أن تكون واحدة في التوجه إلى مستويين اجتماعيين لكل منهما وضعه الخاص، فإذا لم تعتمد الدعاية بساطة التعبير فإنها لا يمكنها إثارة عواطف العامة، وإذا حرصت على أن يفهمها العامة ظلت الأوساط الفكرية بعيدة ن متناولها.
ولا يغربن عن البال أن أجمل فكرة لا يمكن نشرها، في أغلب الأحيان، إلا بتبسيطها، وإن نجاح فكرة ما يتوقف على مصيرها بعد أن يعبر عنها ناقلوها أكثر مما يتوقف على مبلغها من السمو والأصالة.
وإننا نلاحظ أن قوة انتشار أي دعوة تقوم على الوحدة: وحدة الأسلوب في مخاطبة الجماهير التي تنتمي إلى مستوى معين. ومنالمدرك أن العامة في تعطشها إلى المعرفة، لا يسعها إلا أن تهضم التعاليم السطحية، فيوضع في متناولها ما كان منها متلائما واستعدادها الفكري، وإنه يحسن بالدعوة الجديدة ألا تسموا بدعايتها، شكلا ومضمونا، فوق مستوى العامة، وأن تجعل من النتائج الحاصلة قياسا للنجاح أو الإخفاق. ففي حقل شعبي يكون سيد الكلمة الخطيب الذي يغزو قلب العامة لا الخطيب الذي يصفق له ذوي الفكر الحاضرين.
·        آخر من تحتاج إليه الدعوة:
لا ريب أن "مفكرا" يحضر حفلاأوتجمعا شعبيا وينقد خطيب الحفل لأنه لم يشرح فكرته على الصعيد العلمي، هو آخر ما تحتاج إليه دعوتنا في صفوف المفكرين، لأنه يقدم الوسيلة على الغاية. إن دعوتنا لفي حاجة إلى مفكرين يفهمون رسالتها وأهدافها ويصدرون في نظرتهم دعاية الدعوة عن تقدير صحيح للظروف والملابسات، تقدير يستند على النتائج الحاصلة لا إلى مدى تأثرهم هم بهذه الدعاية غير الموجهة إليهم.
·        وجهة التشاركية كدعوة والقوى المضادة والمساندة لها:
الدعوة (التشاركية) ليست موجهة ضد أشخاص وأفراد أو جماعات ومنظمات بعينها، وإنما هي دعوة موجهة ضد أفكار ومبادئ تناقض أفكار ومبادئ الدعوة أو تمنعها من التجسد عن بغي.
إن نشاط دعوتنا يجب أن يوجه إلى محيط الطاقة العاملة الشابة بالدرجة الأولى، لتعمل على إنقاذهم من أحابيل المغامرين الدوليين وعلى تحسين مستواهم الاجتماعي والثقافي بحيث يصبحون عنصرا شديد المراس، مشبعا بالفكرة التشاركية وفلسفتها، لا تؤثر فيهم الدعايات المضللة. ولن ترفض الدعوة الجديدة التعاون في هذا الحقل مع العناصر الواسعة الأفاق. والدعوة تسعى إلى اجتذاب وإعادة من كان ضالا إلى الحضرة.
الدعوة ليست بسيطة أو سهلة، فهي تقابل جميعها بالسخرية والإنكار خاصة لما تستهدفه من حرية، عدالة وإنسانية.
ويمكن تلخيص القوى المضادة لأي دعوة علاوة على الأعداء المحددين الموجهة ضدهم الدعوة والقاصدة لمصالحهم غير الشرعية، تتمثل في:
1-    المستفيدين من الوضع القائم وهم الحكام والطغاة والأغنياء المترفون كما يبدو في الآية من القرآن الكريم: " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون. وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين، قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون". كما يقول أيضا: "وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون".
2-    الرجعيون الذين يتمسكون بالوضع القائم وبنظم الآباء والأجداد والقديم، ويخافون التغيير، لأن من طبع الإنسان التشبث بما ألف خاصة الكبار منه، بحيث أن التغيير يأتي دائما من الصغار لأنهم لم يتطبعوا بعد.
3-    الأنصار والأتباع المستضعفون للسادة والكبار في الوضع القائم، والذين يعملون في خدمة هؤلاء السادة إن قهرا أو عن مصلحة لهم متعلقة بمصلحة الكبار أو قناعة يلتمسون العزة عندهم.
4-    المغرر بهم والجاهلون الذين لا يرقون إلى فهم الدعوة من حيث جهلهم أو من حيث التغرير بهم عن قصد أو عن غيره لضعف مستواهم
5-    اللاهون اللاعبون والعابثون الذين يتخذون من الحوار والصراعات الفكرية هواية دون استعداد للإسهام بعمل جاد، والذين يبغون بذلك الظهور والاستعلاء أو التقرب من المستفيدين من الوضع.
أماالفئات التي تأيد وتساند الدعوة فهي:
1-    المستضعفين المستذلين والمستغلين ممن يسميهم أعداء الدعوة بالأراذل والرعاع والعامة. والذين يضرهم الوضع القائم ويأملون تغيره.
2-    النخبة من المواطنين الأحرار والواعيين أنصار الحرية، العدالة والإنسانية. فهم أقرب إلى الطلائع الثورية.
وتبرز ظاهرة الصراع هنا كظاهرة إنسانية تتولد عن تناقضات المصالح المادية والمعنوية معا، لكنها لا تفترض العنف والدموية في جميع الحالات.
وسوف يتمثل خصوم الدعوة التشاركية بصفة محددة في:
1-    أغلبية أرباب العمل والليبراليين، بصفة شرسة، خاصة منهم أصحاب الشركات المتعددة الجنسيات، وأصحاب البنوك من الرأسمالية المالية، ذلك كخصوم طبيعيين موجهة الدعوة ضد عقيدتهم ومصالحهم.
2-    اليساريين الدوغمائيين، بصفة أشرس من الرأسماليين والليبراليين، ذلك لانغلاقهم ودغمائيتهم في صحة عقيدتهم، ذلك باعتبار أنالتشاركية تشويه لعقيدتهم الدوغمائية،بتهمة أن التشاركية في خدمة الليبرالية باعتبارها حاجزا لعودة نجاح عقيدتهم.
3-    الاشتراكيين الديمقراطيين باعتبار الدعوة تفضحهم وتزاحمهم في ميدانهم وقواعدهم.
4-    الفوضويين باعتبار التشاركية لا تلغي الدولة وإنما تثبتها بالقانون
أما أنصار الدعوة فسيكونون:
1-    الوطنيين الشوفينيينكجزء من اليمين المتطرف، ذلك لأولوية الدولة على السوق في التشاركية وأولوية المجتمع الوطني والأمة على الأممية في التشاركية
2-    المناهضين للعولمة والمحتجين والمناهضين لليبرالية، خاصة منهم اليساريين غير الدغمائيين
3-    الطلبة الجامعيينكشريحة ثورية جديدة بدل طبقة العمال
4-    الفلاحين الصغار وأرباب العمل الصغار وأصحاب الأعمال والمهن الحرة والحرفيين
ويقسم المواطنين بالنسبة لأي دعوة إلى ثلاثة أنواع يجب التعامل معها على حدى وهي:
1-    الذين يميلون إلى الدعوة وهم الأتباع والأصدقاء وهم قلة يجب الحفاظ عليهم وإرضائهم مع تكوينهم، تعليمهم وتثقيفهم.
2-    الذين يخاصمون الدعوة ويعادونها وهم أتباع الخصوم وقادتهم ومسئوليهم وأصدقائهم من الدعوات الأخرى، وهم كثرة بجمع كل الخصوم باختلافهم، وهم قلة بكل خصم لوحده. ومعهم أيضا أشباه  الأنصار والأتباع وأشباه المناضلين في الدعوة التشاركية. يجب محاربتهم، وخاصة عدم الاهتمام بإقناعهم أو إرضائهم.
3-    المحايدون والمتفرجون وهم الكثرة التي ترجح كفة نجاح أي دعوة إن تمكنت من الاستيلاء على أهوائهم ومالوا إلى كفتها. وهم متقلبوا الانتماء والأهواء حسب الظروف والمصالح، وحسب الأمكنة والأزمنة لا يستقر لهم رأي.
ويتكونون من متعاطفي جميع الدعوات بما فيها الدعوة التشاركية، ومن الذين لا يهتمون بأي دعوة و من الجهلة الأميين بالدعوات والشأن العام، بالإضافة إلى العابثين اللاهين واللاعبين. ينصب عليهم الاهتمام بمحاولة إقناعهم وجعلهم من رصيد الدعوة التشاركية.

·        مختصر مراحل التشاركية كدعوة:
تمر أي دعوة على ثلاث مراحل هي:
1-     مرحلة اللامبالاة والاستهزاء:
في هذه المرحلة الأولى؛ بالجملة، يقوم الخصوم باللامبالاة أو الاستهزاء بالدعوة أو يقومون بهما معا. ويحاولون فيها فرض حصار على الدعوة والتغطية عليها، بعدم ذكرها، أو بذكرها بالاستهزاء بها و/أو مقترنة بما يشوهها ويعطي صورية كاريكاتورية مضحكة حولها، أو بأصحابها الأولين. ذلكبتضخيم الأخطاء السلبية القليلة فيها على حساب الإيجابيات الكثيرة، أو قبل ذلك، لكي لا تتم الدعاية لها بصفة غير مباشرة وللتعتيم عليها، يتم ذكرها محيلة إلى التحدث فقط عن مساوئ، عيوب وأخطاء أصحابها المضخمة.
2-    مرحلة المعاداة، التهجم ثم محاولة الخداع:
في هذه المرحلة تكون المرحلة الأولى في أوجها، يضاف إليها في نفس الوقت المعاداة الصريحة والتهجم المباشر من طرف الخصوم على كل ما يتعلق بالدعوة، ويتم اللصق بها ما ليس فيها، كما تتم محاولة اختراقها بخلق مشابهين لها ومزايدين عليها، الإضافة إلى بعث من يدعي الانتماء إليها والعمل على خلافها، أو ينتمي إليها ثم يخرج منها ويشوهها، أو ينتمي إليها ويحاول هدمها من الداخل.
وتبدأ هذه المرحلة عندما يقتنع الخصوم بأن الدعوة بدأت تكبر وتكسب الأنصار، خاصة عندما تبدأ بأخذ طريق ضمن أنصار الخصوم وقواعدهم.
وفي هذه المرحلة يتم التهجم مباشرة على أصحاب الدعوة في كل ما يخصهم ماديا أو معنويا، ويتم حتى تلفيق تهم لهم ومحاولة إثنائهم عن الدعوة باضطهادهم.وهي مرحلة مقاومة تزيد من وهج الدعوة كلما زاد الاضطهاد وزادت معه التضحيات من أصحاب الدعوة وأنصارها القلائل والضعفاء.
3-    مرحلة المساوامات ثم الاعتبار والنصر:
في هذه المرحلة تخمد تهجمات المرحلة السابقة وتبدأ مرحلة المساومات ومحاولة شراء أصحاب الدعوة وأنصارها، بتقديم تنازلاتواقتراحات ملغمة تظهر في صالح الدعوة لكن في حقيقتها هي طريقة لتحريف الدعوة ، ورشوتها معنويا بتحالفات وهمية أو غير طبيعية، أو برشوة أصحابها للاهتمام بأشخاصهم وذواتهم والتخلي عن الدعوة. وفي الأخير إن تجاوزت الدعوة كل ما سبق تصبح معتبرة وتدخل مرحلة النصر.





تحيا التشاركية
تحيا الحرية، العدالة، والإنسانية
يحيا كل نشاط وإنتاج تشاركي
وتحيا كل منظمة ومؤسسة تشاركية
يحيا التحقيق والاكتفاء الذاتيين
يحيا كل نضال تشاركي

الجزائر بتاريخ نوفمبر 2013.

ليست هناك تعليقات: